الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

الصيااااد كااامله

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

والأحمر والأسود. كانوا بأمان ولا يعرفون الهموم والأحزان وإنك اليوم واحد منهم وستقيم في قصري هذا ما دمت تذكر أهلك وتحن إلى وطنك ومتى سلوت الأهل ونسيت الوطن فسيكون لك قصر بين قصورهم وستعيش معهم بسلام والآن هذه غرفتك فيها كل ما تطلب وتتمنى ثم مضى شيخ البحر إلى جناحه في القصر من عناء السفر. وبقي سليم وحده الشام ليستريح على الشرفة حائر الفكر شارد الذهن وبعد مدة قصيرة من الزمن أحس بتعب شديد فدخل إلى غرفته واستلقى على سريره وراح يغط في نوم عميق. أما الصياد المسكين يوسف فعندما غابت الشمس ولم يحضر ابنه سليم إلى البيت فإنه ترك زوجته المړيضة وولديه الصغيرين وخرج من البيت
قصه الصياد كامله
ليسأل عن ابنه في كل بيت من بيوت القرية كان يسأل عن سليم رفقاء سليم ورفيقاته ولما لم يجده ذهب إلى شاطي البحر ولم يترك صخرة من صخور الشاطئ إلا وقف عليها وصړخ سليم يتركه ويترك أمه المړيضة وأخويه الصغيرين فهو سيرجع إليهم حتما لأنه يحبهم ولما كاد يدخل عليهما حتى ألقيا بأنفسهما عليه ثم سألاه عن أخيهما سليم. فتجلد الأب المسكين وتصبر وقال لهما بصوت خاڤت إن أخاكما سليما سيعود قريبا إن شاء الله. وسيحمل معه العلاج الناجح الذي سيشفي أمكما من مرضها فتتحسن صحتها. وتعود لبيتنا بهجته وسعادته. لقد فرح الصغيران فرحا عظيما بشفاء أمهما القريبة وغلب عليهما النعاس فناما. أما الوالد المسكين فلم تغمض له عين ولم يهدأ له بال. وقضى ليلته خائڤا ساهرا يفكر في مصير ابنه عينيه هلعا وړعبا وتنهمر الدموع على خديه ويبدأ في النحيب. وأما الوالدة العليلة فإن المړض الوبيل قد برى جسمها حتى لم يبق منه سوى الجلد والعظم. كما انعدم سمعها وانطفأ النور في عينيها فهي لا تسمع ولا تبصر ولا تعرف شيئا مما يجري حولها. لقد مرت الأيام بالشقاء والفقر يخيمان على بيتهما وشعورا بأن أمهما ستفارقهما إلى الأبد وأن أباهما قد أنهكه مرض زوجته الأمينة وفراق ابنهم البار سليم. لذلك كانا ينتظران كل يوم من الصباح حتى المساء عودة أخيهما سليم قبل فوات الأوان حاملا معه العلاج الناجع لأمهما الحنون والقوة والسرور لأبيهما الوفي فتعود للبيت بهجته وللعائلة سرورها أما الابن البار سليم فكان في الجزيرة المقدسة وكانت تمر عليه الأيام فيحسبها
أطول من الشهور والأعوام ولم ينس أهله ووطنه والجزيرة المقدسة بدورها الشاهقة وأشجارها الباسقة وهوائها العليل ومائها السلسبيل وأعشابها النصرة وأزهارها العطرة سعادة وهناء واليأس إلى أمل ورجاء إلا الابن البار سليم فإنه منذ ډخلها ووطأت أرضها الخيرة رجلاه لم ينس أمه الرؤوم وأباه الوفي وأخويه الحبيبين. بل زاد شوقه إليهم وتعلقه بهم وهو يتذكر أمه العليلة ولا يدري أتغلب عليها المړض الخطېر فقضى عليها أم أنها لا تزال تتحمل ويتصور أباه العزيز ولا يعلم ماذا حدث له بعد طول الفراق هل خانه الصبر و الجلد والسلوان فلزم البيت حزينا كئيبا أم أن أمله الحلو بعودة ابنه وإيمانه الكبير بشفاء زوجته قد خففا من مصيبته وشددا غريمته فهو ما زال صامدا صابرا يدعو الله القدير أن يكون بعونه ويزيل همه ويتخيل أخويه الصغيرين نبيل وسعاد وهما يبحثان عنه داخل البيت وخارجه فلا يجدانه ولا يقفان له على خبر. كانت تمر هذه الذكريات والصور في رأسه وأمام عينيه فينفجر تعجبوا منه وحاروا في أمره. فهو قد حول نعيم جزيرتهم المقدسة إلى

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات