روايه مع ايقاف التنفيذ كامله بقلم دعاء عبدالرحمن
بدأتى شغلك
قالت بارتباك اه الحمد لله متشكره اوى يا استاذ حسن
جلس الى أحد المكاتب واشار الى المكتب الرابع والخاوى بجواره ده بقى مكتب الاستاذه نوراهى مجاتش النهارده بس لما هاتتعاملى معاها هتحبيها أوى
قالت بأهتمام هى شغاله معاكوا من زمان
أومأ براسه قائلا اه بس مش من زمان أوى أصلها بتشتغل من وهى لسه بتدرس زى فارس كده
تصنعت اللامبالاه وهى تنظر للملفات امامها قائله واضح ان الاستاذ باسم قديم هنا فى المكتب
قال بسرعه طبعا قديم ده بقالوا عشر سنين هنا
ده غير أنه ابن خالة الدكتور حمدى وهو اللى ماسك ادارة المكتب تقريبا
تابعت حديثها بتسائل طب وده ايه خلاه كل ده ميفتحش مكتب خاص بيه
دنيا طب والاستاذ حمدى ميعرفش كده
خرج فارس من مكتب باسم فوجدها تتحدث مع حسن أتجه الى مكتبه وجلس خلفه وهو ينظر اليها بتوعد مما جعلها تخفى وجهها بين أوراقها حتى لا تنظر اليه
لم يستطع حسن كتم فضوله أبدا فقال بسرعه هى الأستاذه دنيا تقربلك يا استاذ فارس
أرتبك حسن بسبب عصبية فارس الواضحه وقال لا ابدا مفيش بسأل بسألف مبروك
وبعد أنتهاء مواعيد العمل فى المكتب أنصرفت دنيا بصحبة فارس الذى ظل صامتا وهو يمشى بجوارها وهى تحاول اللحاق بخطواته الكبيرة فقالت وهى تحاول جاهدة ألتقاط أنفاسها يا فارس براحه شويه أنا بجرى علشان الحقك
أبطأ من سرعته قليلا وظل محتفظا بصمته فقالت أنا عارفه أنك زعلان مني بس أنت مش ملاحظ أنك مكبر الموضوع شويه يا فارس
ارتبكت وقالت بتلعثم يعنى كنت أقوله ايه هو اللى سلم وفضل ماسك ايدى
حاول كتم غضبه بقوة وهو يقول يلا علشان أوصلك انا مش عاوز اتنرفز فى الشارع وصوتى يعلى ثم نظر لها پحده قائلا خلى بالك انتى مبتراعيش مشاعرى ولا وجودى خالص وانا مش هستحمل كده كتير
فى اليوم التالى صباحا كان ينتظرها عند باب المحكمة رافقته فى رحلته اليوميه من المحكمه للشهر العقارى فى صمت لم تحاول التحدث الا بالقيل وهو لم يتحدث إلا فى العمل فقط وهو يشرح لها وهى تحاول حفظ لاجراءات وأماكن المكاتب وأدوارها حتى
يسهل عليها التوجه لها مباشرة عندما تقوم بالعمل بمفردها
علمت قدر التعب والجهد المبذول فى عملهم فى مهنة المحاماه وخصوصا فى بداية الطريق فالنهار ينقضى هكذا تحت وطأ درجة الحراره الشديده فى الصيف بين التنقل بين المحاكم واقسام الشرطه والشهر العقارى وغيرهم وفى الليل خلف مكاتبهم يبحثون الاوراق ويدققون بها بالاضافه الى كتابة المرافعات والمذكرات وغيرها
علمت ان العمل ليس بسهل او يسير على الاطلاق فهى ليست موظفه عاديه كما كانت تظن علمت الان لماذا كان يقول لها دائما هذا العمل غير مناسب للنساء عندما كان يقول لها ذلك كانت تشعر بالاستياء وبأنه يهمش دورها ويقلل من شأنها ولكن بعد ان رأت بعينيها علمت انه كان محقا فهل تعود الى بيتها وتقبع به الى ان يتم تحديد مصيرها مع فارس!
كان فى طريقه إلى المنزل شاردا غارقا فى تفكيرة لا يجد حصى أمام قدميه إلا وركلها يمينا أو يسارا وكأنها كرى يسددها فى أحضان مرماها المشوار طويل والجهد ليس قليل يا ترى يا فتاتى هل تستطيعى الصبر ماذا سيكون مذاقه على لسانك هل سيحلو لكى أم ستنفرى منه ومني
سأقدم لكى ما تريدى ولكن أنتظرينى فقط فأنتى تعلمى أننى لست برجل كسول أو قليل الطموح ولا آبه بالمصاعب بل تحلو لي وأتسلقها فى هدوء دائما وثبات حتى أصل لمرادى ولكن عندما أصل إلى القمه هل سأجدك فى أنتظارى هل تعشقينى بما يكفى لتتنتظرى
لست متأكدا مع الأسف
مر بالمنعطف المؤدى الى بيته وأتجه
إليه فى بطء وهو يحاول أخفاء مشاعره حتى لا تقرأها والدته فى عينيه فهى تجيد ذلكولكنه لم يلاحظ الفتاة التى كانت تقف فى نافذة حجرتها الصغيرة ترمقه وتتفحصه وكأنها كانت تنتظره وقد جفاها النوم وأستعصى عليها ورفض التسلسل إلى عينيها حتى تطمئن
بعودته
تنهدت فى قوة وهى تراه يلج
باب منزله وألتفتت للداخل لتطمئن أن أختها مازالت غارقه فى نومها كما كانت تظن