الأربعاء 04 ديسمبر 2024

روايه مع ايقاف التنفيذ كامله بقلم دعاء عبدالرحمن

انت في الصفحة 6 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز

بدأتى شغلك
قالت بارتباك اه الحمد لله متشكره اوى يا استاذ حسن
جلس الى أحد المكاتب واشار الى المكتب الرابع والخاوى بجواره ده بقى مكتب الاستاذه نوراهى مجاتش النهارده بس لما هاتتعاملى معاها هتحبيها أوى
قالت بأهتمام هى شغاله معاكوا من زمان
أومأ براسه قائلا اه بس مش من زمان أوى أصلها بتشتغل من وهى لسه بتدرس زى فارس كده
رسمت ابتسامه مصطنعه وقالت بهدوء تمام ان شاء الله أستفاد من خبرتها
تصنعت اللامبالاه وهى تنظر للملفات امامها قائله واضح ان الاستاذ باسم قديم هنا فى المكتب
قال بسرعه طبعا قديم ده بقالوا عشر سنين هنا
ده غير أنه ابن خالة الدكتور حمدى وهو اللى ماسك ادارة المكتب تقريبا
تابعت حديثها بتسائل طب وده ايه خلاه كل ده ميفتحش مكتب خاص بيه
أعجب حسن بفضولها الذى يشبع رغبته فى الحديث فى شئون زملاءه نظر حسن بأتجاه حجرة باسم المغلقه وقال بصوت خفيض ده ذكاء منهلو فتح مكتب هيضطر يجيب محامين وموظفين ويديهم مرتبات ده غير النور والايجار وخلافه لكن كده بيشتغل فى القضايا الخاصه بتاعته واللى بياخد أتعابها كامله لا فى ضرايب ولا يحزنون
دنيا طب والاستاذ حمدى ميعرفش كده
حسن عارف طبعا بس ميفرقش معاه كتير وبعدين زى ما قلتلك الاستاذ باسم هو اللى بيدير المكتب اصلا الدكتور حمدى مش فاضى ومبيجيش كتير
خرج فارس من مكتب باسم فوجدها تتحدث مع حسن أتجه الى مكتبه وجلس خلفه وهو ينظر اليها بتوعد مما جعلها تخفى وجهها بين أوراقها حتى لا تنظر اليه
لم يستطع حسن كتم فضوله أبدا فقال بسرعه هى الأستاذه دنيا تقربلك يا استاذ فارس
نظر له فارس پحده وقال خطيبتىليه
أرتبك حسن بسبب عصبية فارس الواضحه وقال لا ابدا مفيش بسأل بسألف مبروك
وبعد أنتهاء مواعيد العمل فى المكتب أنصرفت دنيا بصحبة فارس الذى ظل صامتا وهو يمشى بجوارها وهى تحاول اللحاق بخطواته الكبيرة فقالت وهى تحاول جاهدة ألتقاط أنفاسها يا فارس براحه شويه أنا بجرى علشان الحقك
أبطأ من سرعته قليلا وظل محتفظا بصمته فقالت أنا عارفه أنك زعلان مني بس أنت مش ملاحظ أنك مكبر الموضوع شويه يا فارس
توقف فجأة والټفت اليها وضغط على أسنانه پغضب وهو يقول يعنى انتى مش شايف انك عملتى حاجه غلط 
ارتبكت وقالت بتلعثم يعنى كنت أقوله ايه هو اللى سلم وفضل ماسك ايدى
حاول كتم غضبه بقوة وهو يقول يلا علشان أوصلك انا مش عاوز اتنرفز فى الشارع وصوتى يعلى ثم نظر لها پحده قائلا خلى بالك انتى مبتراعيش مشاعرى ولا وجودى خالص وانا مش هستحمل كده كتير
حاولت ان تدافع عن نفسها مرة أخرى ولكنه لم يعطيها الفرصه وأوقف سيارة أجرة لتستقلها لمنزلها
فى اليوم التالى صباحا كان ينتظرها عند باب المحكمة رافقته فى رحلته اليوميه من المحكمه للشهر العقارى فى صمت لم تحاول التحدث الا بالقيل وهو لم يتحدث إلا فى العمل فقط وهو يشرح لها وهى تحاول حفظ لاجراءات وأماكن المكاتب وأدوارها حتى
يسهل عليها التوجه لها مباشرة عندما تقوم بالعمل بمفردها
علمت قدر التعب والجهد المبذول فى عملهم فى مهنة المحاماه وخصوصا فى بداية الطريق فالنهار ينقضى هكذا تحت وطأ درجة الحراره الشديده فى الصيف بين التنقل بين المحاكم واقسام الشرطه والشهر العقارى وغيرهم وفى الليل خلف مكاتبهم يبحثون الاوراق ويدققون بها بالاضافه الى كتابة المرافعات والمذكرات وغيرها
علمت ان العمل ليس بسهل او يسير على الاطلاق فهى ليست موظفه عاديه كما كانت تظن علمت الان لماذا كان يقول لها دائما هذا العمل غير مناسب للنساء عندما كان يقول لها ذلك كانت تشعر بالاستياء وبأنه يهمش دورها ويقلل من شأنها ولكن بعد ان رأت بعينيها علمت انه كان محقا فهل تعود الى بيتها وتقبع به الى ان يتم تحديد مصيرها مع فارس!
كان فى طريقه إلى المنزل شاردا غارقا فى تفكيرة لا يجد حصى أمام قدميه إلا وركلها يمينا أو يسارا وكأنها كرى يسددها فى أحضان مرماها المشوار طويل والجهد ليس قليل يا ترى يا فتاتى هل تستطيعى الصبر ماذا سيكون مذاقه على لسانك هل سيحلو لكى أم ستنفرى منه ومني
سأقدم لكى ما تريدى ولكن أنتظرينى فقط فأنتى تعلمى أننى لست برجل كسول أو قليل الطموح ولا آبه بالمصاعب بل تحلو لي وأتسلقها فى هدوء دائما وثبات حتى أصل لمرادى ولكن عندما أصل إلى القمه هل سأجدك فى أنتظارى هل تعشقينى بما يكفى لتتنتظرى
لست متأكدا مع الأسف
مر بالمنعطف المؤدى الى بيته وأتجه
إليه فى بطء وهو يحاول أخفاء مشاعره حتى لا تقرأها والدته فى عينيه فهى تجيد ذلكولكنه لم يلاحظ الفتاة التى كانت تقف فى نافذة حجرتها الصغيرة ترمقه وتتفحصه وكأنها كانت تنتظره وقد جفاها النوم وأستعصى عليها ورفض التسلسل إلى عينيها حتى تطمئن
بعودته
تنهدت فى قوة وهى تراه يلج
باب منزله وألتفتت للداخل لتطمئن أن أختها مازالت غارقه فى نومها كما كانت تظن

انت في الصفحة 6 من 140 صفحات